الخميس, 29 شباط/فبراير 2024 09:22
البُعد الإيماني في تحويل القِبلة
عندما نقرأ السيرة النبوية وأحداثها في العهد المكِّي نجد رابطًا قويًّا يربط بينها برباط وثيق، هذا الرابط يدور حول القضية الكبرى وهي ترسيخ وتعميق الإيمان بالله وقُدرته الإلهية . فحادثة الإسراء والمعراج ترتبط بطلاقة القُدرة الإلهية والإيمان بها، لأن خرق النواميس الكونية وما هو مُستغرب منها بمقاييس الخَلْق ليس غريبًا ولا مُستغربًا بالنظر إلى قُدرة الخالق. والدرس الأهم فيما أرى في تحويل القِبلة هو اختبار مدى قُوّة وصلابة إيمان المؤمنين، وهشاشة إيمان غيرهم، حيث يقول سبحانه: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ” (البقرة: 143). وقد فسَّر بعض المفسّرين الإيمان هنا بالصلاة، لأن الصلاة إلى بيت المقدس إنما كانت ناتج إيمانهم واستجابتهم للقِبلة التي أُمروا بالتوجّه إليها، فلما أُمروا بالتحوّل عنها كان هذا الإيمان نفسه هو سبيل سرعة الاستجابة دون نقاش أو تردّد .…
موسومة تحت: