المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

آراء و مقالات

الثلاثاء, 23 كانون2/يناير 2018 14:10

من أساليب التربية في القرآن الكريم ـ الصبر

الكاتب عثمان مكانسي ..هو التجلد وحسن الاحتمال وصبرَ على الأمر : احتمله دون جزع ، وصبر عن الشيء : منع نفسه عنه وحبسها ، واصْطَبَر بمعنى صَبَر والداعية الصابر من يتحمل الجهد والمكابدة ، وصلف المدعوين وجهالتهم ، وأذاهم قولاً وفعلاً ، في سبيل الله ونشر دعوته وهذا ما فعله الأنبياء أولو العزم ، فاستحقوا مدح الله سبحانه وتعالى ، وبه أمر الله نبيّه الكريم تأسّياً بهم وسيراً على طريقتهم : (( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ))(1) .  وقال أيضاً مواسياً نبيَّهُ الكريم عليه الصلاة والسلام : (( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ       مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) ))(2) .  وكان سيدنا يعقوب من الصابرين ، فسجّل الله سبحانه ذلك له ، فقال : (( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)…
ربما لم يكن خبر تنظيم الأزهر الشريف لمؤتمر عالمي يحمل عنوان "نصرة القدس" إعلانًا غريبًا أو جديدًا على مسامع المتابعين لمواقف الأزهر وبياناته المعلنة تجاه القضية العربية الفلسطينية، التي تمثل جرحًا غائرًا في قلب كل عربي مسلمٍ ومسيحيٍ، الجديد في حقيقة الأمر هو الزخم الكبير للمؤتمر الذي دُعي إليه وشارك فيه عددٌ لم يتوقعه كثيرون من المتابعين.   شارك في المؤتمر ممثلون من 86 دولة وتحدث فيه نخبة من السياسيين والقادة الدينيين والأكاديميين ورؤساء المنظمات الفاعلة، استمع إليهم عدد كبير من الضيوف من مصر وخارجها اكتظت بهم قاعات مركز الأزهر الدولى للمؤتمرات، اللافت للنظر أيضًا الوجبة الدسمة من التحليلات والأفكار التي ألقيت في المؤتمر، والتي سيوثقها الأزهر كعادته لتمثل ميثاقًا أبديًا لأكثر من 40 كلمة تميزت بالعمق والجرأة في الرسائل التي بعثت بها للعالم بصورة عامة، وللإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بصورة خاصة. ولعل الرسائل الكثيرة التي حملتها كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والتي حملها كذلك إعلان الأزهر…
منذ اغتصاب الأراضى الفلسطينية على أيدى الصهيونية لم يمل الأزهر الشريف من الدفاع عن قضية فلسطين بكل السبل، وما زال نهر العطاء الأزهرى يفيض على الأرض المقدسة ليثبت للعالم أن قضية فلسطين فى قلب كل أزهرى لأن الدفاع عنها قضية دينية وقومية ووطنية فى إطار دعم مصر المتواصل لها وتقديم أعز ما تملك للتضحية فى سبيلها منذ حرب 1948 حتى اليوم ويشهد بذلك الدماء الزكية التى روت ترابها من أبناء الجيش المصرى فى حروبها المختلفة إلى جانب قوة مصر الناعمة المتمثلة فى الأزهر الشريف الذى حرص على التأكيد على عروبة القدس، وتفنيد المزاعم الصهيونية والرد على التحريف المتعمد للتوراة.. «صوت الأزهر» ترصد خلال هذا التقرير المشوار الطويل لعلماء الأزهر فى دعم القدس.. منذ أن بدأت الأطماع الإسرائيلية فى فلسطين لم يتوقف علماء الأزهر الشريف عن التصدى لها، ففى بداية الأمر حاول اليهود السيطرة على الأراضى الفلسطينية بشرائها من ملّاكها الأصليين، وهو ما رفضه علماء الأزهر فى فتاويهم العديدة بل أدانوا…
الأربعاء, 10 كانون2/يناير 2018 14:13

سنن التغيير والإصلاح

مما يبين قيمة القرآن في حياة المسلم أنه يحوي بين دفتيه قوانين التغيير وسنن الإصلاح، ومقومات النصر، وهي قواعد مطلقة عن قيد الزمان والمكان والأشخاص، ومطردة في كل حال، وتصدق على كل الأجيال والأجناس والأوطان. ففي مجال تغيير النفس الإنسانية وضع القرآن الكريم قانوناً عاماً مضطرداً مطلقاً حين قال: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]. وقال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53]. وفي مجال الأسرة أقامها على المودة والرحمة والسكن النفسي والحب القلبي، وجعل ذلك آية من آياته: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]. وأوصى كلاً من الزوجة والزوج بالحفاظ على هذا الكيان، وشرع له في كل مراحله ما يقيمه ويحفظه من التصدع والانهيار، كما الحال في وقوع…
الأربعاء, 10 كانون2/يناير 2018 12:51

الاحتفال بميلاد الأنبياء - د. عباس شومان

اعتاد المسلمون الاحتفال بميلاد رسولنا الأكرم، واعتاد الإخوة المسيحيون شركاء الوطن وجزء نسيجه الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، واعتاد كثير من المسلمين الاحتفال بأعياد الميلاد من غير إدراك كثير منهم لارتباط المناسبة بميلاد المسيح عليه السلام، وإنما هى عندهم لنهاية عام ميلادى وبداية آخر، واعتاد فريق آخر إثارة حكم هذه الاحتفالات جميعاً كل عام، وهؤلاء تفرقوا فرقاً، فبعضهم يجيز الاحتفال بميلاد الأنبياء عموماً، وبعضهم يمنعه ويحرمه، وبعضهم يجيز للمسلمين الاحتفال بميلاد سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - فى حين يمنع مشاركة المسيحيين الاحتفال بأعياد الميلاد، بل يحرم تهنئتهم بهذه المناسبة. وفى مقالة سابقة بينت حكم تهنئة شركاء الوطن بعيدهم، وهو الجواز، وليس أوضح برهاناً على ذلك مما اعتاده شيخ الأزهر من تهنئة المسيحيين بأعيادهم وذهابه لتهنئة بابا الكنيسة المصرية فى مقر الكاتدرائية وبرفقته قيادات الأزهر جميعاً. ونقر ابتداء أن ما يثار من لغط وجدال عقيم كل عام فى هذا الشأن ما هو إلا…
الثلاثاء, 09 كانون2/يناير 2018 10:02

مال الوقف ومال اليتيم - أ.د/ محمد مختار جمعة

في اللقاء الذي شرفت فيه بمقابلة سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي بشأن مراجعة ملف الأوقاف المصرية في الداخل والخارج ، أكد سيادته أن الدولة المصرية تصون أرضها وترابها وممتلكاتها ، ولا تسمح لأحد أن يقترب منها ، ولديها من العزيمة والإرادة والتصميم ما يحقق ذلك بإذن الله تعالى . على أن سيادته يولي مال الوقف رعاية خاصة ، فلكل مال صاحب يحميه ، أما مال الوقف فكما عبر سيادته فهو “مال اليتيم” ، وهذه العبارة تحمل من الوعي والعمق مالا يدركه الكثيرون ، فهي أولاً عبارة مدرك لخصوصية مال الوقف ، ومفهوم أنه مال الله تعالى ، موقوف على مرضاته وطاعته وفق مصارفه الشرعية. كما أنها تعني أنه مال موجه لخدمة وقضاء حوائج الأكثر فقرًا أو احتياجًا في المجتمع وفي خدمة دور العبادة وما في حكمها من مصالح عامة للمجتمع ، وهو لما أوقف له ، فشرط الواقف في الالتزام به كنص الشارع ما لم يحل حرامًا أو يحرم…
تناقلت الأنباء خبر (ديفيد فريدمان) مرشحاً لتولي منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى (حليفتها الإستراتيجية) – إسرائيل وكان (فريدمان) مستشاراً لحملة الرئيس المنتخب (ترمب): وكان قد اقترح على الأخير (أن يعلن تأييده لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل) في مقابلة صحفية. ورحب زعماء الحزب الجمهوري بهذا الترشيح حيث يرون أنه ينطوي على رسالتيْن: الأولى موجهة (للوبي الصهيوني) ولإسرائيل بأن (ترمب) حريص على تعميق العلاقة ما بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والثانية أن (فريدمان) قادر على تأدية دور فعال في تقدم العملية السلمية في المنطقة ما بين إسرائيل والفلسطينيين.• عبر (فريدمان) عن تعصبه لإسرائيل، وتشدده في موقفين: الأول يتمثل بدعم إسرائيل في سياستها الاستيطانية، فهو لا يرى في ذلك موقفا (غير قانوني) إذ من حق إسرائيل الاستمرار في سياستها وفي حقها في ضم أجزاء من الضفة الغربية لمتطلبات أمنية، والأمر الثاني أنه يتطلع إلى نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس ويصفها بالعاصمة الأبدية لإسرائيل، وهو نفس التعبير الإسرائيلي- الصهيوني، الأمر…
الإثنين, 01 كانون2/يناير 2018 10:42

حتى لا تضيع الفرصة -- د.عزت جرادات

من المؤسف، وفي غمرة الإحداث في المنطقة بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، أن يمر قرار اليونسكو بشأن القدس والأقصى، دونما اهتمام جاد على مختلف الصعد: الإعلامية والسياسية وحتى الثقافية، وعدم توظيف ذلك القرار سياسياُ من أجل وضع أهم بنوده موضع التنفيذ... مما يذكرنا بقضية جدار الفصل العنصري... وكيف استطاعت اسرائيل أن تجعله طيّ النسيان....• وللتعريف بقرار اليونسكو، وبشكل موجز، حتى تتضح أهميته، فهو قرار اشتمل على (29) تسعة وعشرين بنداً، شملت قضايا: القدس، والمسجد الأقصى/ الحرم الشريف، ومنحدر باب المغاربة، وسوف تقتصر هذه المقالة على (5) خمسة بنود ذات أهمية، باعتبارها قابلة لأن تكون موضع اهتمام دولي قد يؤدي إلى إحراج إسرائيل دولياً، إذا ما استمرت في تجاهلها لذلك القرار... هذا اذا كان هناك تحرّك سياسي جاد بوزن دولي قوي، إذا لم يؤدِ إلى أي نتائج تطبيقية.• فالبند الأول يتعلق بمطالبة الدولة المحتلة (إسرائيل ) بالعودة إلى الوضع التاريخي (للمسجد الأقصى / الحرم الشريف)- وهذه التسمية التي اعتمدها القرار في جميع…
الإثنين, 01 كانون2/يناير 2018 10:20

المال والإعلام - أ.د/ محمد مختار جمعة

المال والإعلام من أهم ركائز القوة في بناء المجتمعات والدول , فالمال عصب الحياة وقوامها , وأحد أهم ركائز القوة فيها , فإعداد الجيوش يحتاج إلى مال واقتصاد قوي , وتوفير الأمن للمجتمعات يحتاج إلى اقتصاد قوي , والتعليم الجيد يحتاج إلى اقتصاد قوي , وتوفير الخدمات الصحية المتميزة يحتاج إلى اقتصاد , وكذلك توفير المسكن الملائم , والبنية التحتية من مياه وكهرباء وطرق وخلافه. ومن ثمة فإن القوة الاقتصادية في عالم اليوم لا تقل أهمية عن القوة العسكرية , فكما أن الاقتصاد في حاجة إلى قوة تحميه , فإن القوة العسكرية تتطلب اقتصادًا قويًّا لبنائها واستمراريتها وتطويرها وتحديثها , لذا حث الإسلام على العمل والإنتاج وبذل الجهد , حيث يقول الحق سبحانه : “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” , ويقول سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ” ,…
الأربعاء, 27 كانون1/ديسمبر 2017 11:25

الدولة لا الفوضى - أ.د/ محمد مختار جمعة

هذا العنوان يحمل العديد من المدلولات الهامة ، أولها : الفرق بين الدولة والفوضى ، فالدولة حماية ، الدولة أمان ، الدولة ثقة ، الدولة استقرار ، الدولة نظام ، الدولة مؤسسات ، الدولة أجهزة ، الدولة بنى فكرية وسياسية واقتصادية وتنظيمية وتشريعية ، والفوضى على العكس من ذلك كله ، فهي اللانظام ، واللامؤسسات ، واللا أمان ، واللا استقرار ، واللا أمن ، وهكذا سلسلة من السلبيات لا الإيجابيات . وقد حاول أعداء الأمة أن يسوقوا لهذه الفوضى ، وأن يجملوا وجهها ببعض المساحيق المسرطنة ، فقالوا : الفوضى الخلاقة ، والفوضى البناءة ، الفوضى الفاعلة ، في مؤامرات خسيسة ودنيئة لتفكيك دولنا ، والوصول بها إلى دويلات صغيرة وعصابات متناحرة ، وبالأحرى اللادولة على نحو ما أصاب كثيرًا من دول منطقتنا والعالم ، كل ذلك لتسهل السيطرة على هذه الدول ، ونهب خيراتها والاستيلاء على مقدراتها والتحكم في قراراتها وتوجهاتها ، أو التخلص من كيانها لو وجدوا…
الصفحة 5 من 16