الثلاثاء, 11 تموز/يوليو 2017 11:27
الأزهر .. واستعادة جسور المؤاخاة والتعارف- فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
إن تاريخ المسلمين يشهد بأن حضارتهم لم تخرج عن إطار المؤاخاة مع أبناء الأديان الأخرى، وكانت تتعامل معهم من منطلق القاعدة الشرعية «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، والتى تقر بقاء غير المسلمين على أديانهم وعقائدهم، وتضمن حرية إقامةِ شعائِرهم، وحماية كنائسهم وأماكن عبادتهم، وكل عاداتهم الدينية والاجتماعية. ولا يعنى ذلك أن صورة المجتمع الإسلامى مع غير المسلمين كانت صورة ملائكية ومنزهة عن الأخطاء والعيوب، وأنه لم يحدث من التوترات وبعض الانحرافات، سواء من الحكام أو المحكومين ما يزرى بهذه الصورة، فقد كان يحدث من ذلك شىء قليل أو كثير، لكنه يبقى دائماً من باب الاستثناءات التى لا يخلو منها مجتمع تتعدد فيه الأديان أو الأعراق أو المذاهب. ولم يسجل التاريخ اندلاع حرب فى الشرق بين المسلمين والمسيحيين، وسبب ذلك سبب شرعيٌ خالص، هو أن شريعة الإسلام تفرض على ولاة أمور المسلمين حماية غير المسلمين وضمان أمنهم وسلامتهم، فلا يعقل أن يُكلف جيش المسلمين بحماية المواطنين المسيحيين ثم يسمح له…