وسط فرحة غامرة، وبحضور رسمي، أطلقت الجمعية الشرعية الرئيسية "المحطة الأولى" في نقلتها النوعية الكبيرة نحو مشروع "تيسير زواج الفتيات"، والذي يشمل تجهيز 400 فتاة، في أربع محافظات على مدار العام، بواقع 100 فتاة في محافظة، كل ثلاثة شهور، وأطلق الحفل بحضور الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن، والدكتور إبراهيم الشهابي نائب محافظ الجيزة ممثلًا عن اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والقيادات التنفيذية بالمحافظة، والأستاذ الدكتور عبد الفتاح عيسى البربري رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية الرئيسية، والأستاذ مصطفى إسماعيل الأمين العام للجمعية، والأستاذ حسن أبو صليب، نائب الأمين العام، د. ميسر الشافعي رائد المشروعات، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية وقياداتها في المحافظات.
وشهد الحفل حضور جميع الفتيات وذويهم، وبمشاركة قيادات وأبناء الجمعية الشرعية في المحافظات، وسط اتباع الإجراءات الاحترازية؛ للحد من فيروس كورونا.
وبدأت فقرات الحفل الكبير، بتلاوة لآيات الذكر الحكيم، تلاها الأستاذ مصطفي حمدي، عقب ذلك جاء السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وقدم للحفل الإذاعي القدير الأستاذ أحمد عبد الظاهر كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم، والذي أكد أن الجمعية الشرعية الرئيسية تستهدف من هذه "النقلة النوعية" عدة رسائل إنسانية واجتماعية، أولها أن تمثل هذه النقلة النوعية دَفعة قوية لمشروع "تيسير زواج الفتيات"، الذي حقق إنجازات كبيرة في السنوات الماضية، تمثلت في إدخال الفرحة والبسمة على 54420 فتاة، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 42 مليون جنيه، وتحرص الجمعية الشرعية على دعوة القيادات التنفيذية بمؤسسات الدولة من "وزارة التضامن" و"المحافظة" وغيرهم؛ حتى تتوثق العلاقة بين الجمعية الشرعية ومؤسسات الدولة، ويكون ذلك بابًا مستمرًا لخدمة المجتمع، في جميع المجالات، وخاصة المشاركة في المبادرات الرئاسية القومية الكبرى.
وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عيسى البربري، خلال كلمته بالحفل، إن مصر وطننا الغالي كتب الله له العزة والرفعة ومنذ زمن يوسف عليه السلام وما قبله ومصر تزود الدنيا كلها بخبراتها، وخيراتها، وعلمها، وعطاءاتها، وحضارتها، وكرمها الله وجعل اسمها جزءًا من قرآنه العظيم، نزل على قلب الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، وليظل اسمها يتعبد بتلاوته جميع المسلمين، إلى أن يقوم الناس لرب العلمين.
وأضاف فضيلته، " نحن عندما نزوج بناتنا، فنحن نبني وطننا، فبناء الأسرة لبنة في بناء الوطن، والزواج سنة كونية، وآية من آيات الله، كما قال جل في علاه،: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة".
الأستاذ مصطفى إسماعيل الأمين العام للجمعية، أكد خلال كلمته، أن فروع الجمعية في مصر 1142 فرع تجتهد بقدر وسعها لتزويج الفتيات، قائلًا،: "بدأنا في مشروع زواج 100 فتاة لكل محافظة، ونشكر معالي وزيرة التضامن الدكتورة نيفين القباج، وفرحتنا اليوم عظيمة ونحن نزوج 100 فتاة من بناتنا، في مشوار طويل، يهدف لإدخال السرور ورَسْم البسمة على وجوه فتياتنا وأُسرنا؛ يأتي ضمن أهداف المبادرة حيث تم اختيار هذه الأسر ضمن معايير تراعي بصفة أساسية الأشدَّ حاجة، فتضع الجمعية الشرعية في أهداف جميع مشروعاتها التخفيفَ عن غير القادرين، ورسم البسمة على وجوههم، فهذه هي رسالة العمل الخيري بصفة عامة.
وأشار الأمين العام، في ختام كلمته، إلى أن مشروع "تيسير زواج الفتيات" هو أحد المشروعات الاجتماعية المهمة، التي انطلقت مسيرتها في الجمعية الشرعية قبل ما يزيد على ثلاثة عقود، بهدف دعم الأسر غير القادرة بالأجهزة والأدوات اللازمة لزواج الفتاة؛ للتخفيف عن هذه الأسر وإدخال البسمة عليها، والمشاركة في دعم قيم العفاف والتماسك بين المجتمع، وأنجز هذا المشروع جهدًا كبيرًا، يضاف لإنجازات المشروعات الأخرى الاجتماعية والطبية والتنموية، والتي تقدمها الجمعية الشرعية رغبةً في رضا الله تعالى، وإسهامًا في رفعة مصر وتقدم المجتمع.
وفي كلمتها للحفل وجهت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، الشكر للجمعية الشرعية، وقياداتها، قائلةً،: "حينما تكون الجمعية الشرعية موجودة يأتي الخير كله، وأنشطتها على مستوى مصر دائمًا تأتي بالخير والتنمية، فالجمعية لديها 1000 حضانة أطفال، وتستعد لإضافة 1000 حضانة أخرى، ولديها مستشفيات كثيرة تقدم خدماتها مجانًا للمرضى من المواطنين، في مجال الأورام، والغسيل الكلوي، ولها جهد كبير في إنشاء أول مركز طبي للإعاقة، ولها كثير من المشروعات بالشراكة مع وزارة التضامن، وهي شريك أساسي مع الوزارة، في المبادرات الرئاسية "حياة كريمة – نور حياة – سكن كريم – قوافل الخير ... " وغيرها من المبادرات والمشروعات الخيرية، ودائمًا تلبي نداءنا للخير وتسارع في تقديم كل الدعم".
وأضافت الوزيرة في كلمتها،: "أنا أشرف أن أكون موجودة مع حضراتكم بمشاركة الجمعية الشرعية هذا الإنجاز، وأنال الفرحة والسعادة بزواج بناتي، ومصر للتنمية والتقدم لابد أن تكون الأسرة المصرية لها نشأة سليمة، وأشكر الأسر الكريمة التي ربت هذه الفتيات، وفخر العمل الأهلي مع الجمعية، وألف مبروك لكل العرائس.
وفي هذا الصدد أشارت إلي أن الوزارة تعمل على برنامج "مودة" للأسر المقبلة على الزواج بالشراكة مع الأوقاف، والأزهر والكنيسة مع العلماء، وشركائنا في العمل المدني، لإعداد المقبلين على الزواج من كافة النواحي الاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، الشرعية، والنفسية، والقانونية، وتوجيه الأزواج بحقوق الزوج والزوجة، على الآخر؛ لضمان استقرار وتكامل الأسرة، ودوام الاستقرار الأسري، ومنع التفكك؛ لتحقيق التقدم والتنمية للأسرة ومن ثم تنمية المجتمع المصري وبناء الأجيال المقبلة، وكذا تنظيم الأسرة للقدرة على تعليم والعناية بالأطفال بشكل كامل".
الدكتور إبراهيم الشهابي نائب محافظ الجيزة، قال في كلمته،: "أود أن أنقل لكم تحيات وتقدير السيد المحافظ، ونحن نشهد اليوم نموذجًا لمصر التي نحلم بها جميعًا، الدولة موجودة وحاضرة في شكل مؤسساتها وزارة التضامن ومحافظة الجيزة، والمجتمع الأهلي لتجاوز كل الصعاب التي تواجه المجتمع، فالمجتمع الأهلي ومن ضمنه الجمعية الشرعية، نحلم به دائمًا أن يكون حاضرًا في كل قضايا المجتمع، وهذه المناسبة تعبر عن دور اجتماعي نحتاجه جميعًا بتأسيس الأسرة المصرية التي تكون فاعلة في مجتمعها، لتقدم هذا البلد للأمام، ودور الجمعية الشرعية، والمجتمع الأهلي، جزء منه القيام بعمليات تزويج الفتيات لضمان استقرار المجتمع المصري، وإنشاء أسر تكون داعمة للدولة المصرية وتقدمها، وهذا البلد يحتاج إلى دور مؤسساته الفاعلة، وأشيد بالدور المحوري لوزارة التضامن وأنقل لكم جميعًا كل الشكر والتقدير من اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة".