المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمســجــد ” الرضوان ” بالجيزة

الإثنين, 07 تشرين1/أكتوير 2019 12:03

رعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد ” الرضوان ” بالجيزة ، تحت عنوان : ” منزلة الشهداء والتضحية في سبيل الوطن ” عقب صلاة المغرب مساء أمس السبت 5 / 10/ 2019م ، ويأتي ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف ، واستمرارًا لرسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف ، وحاضر فيها كل من : الدكتــور / السيد مسعد السيد وكيل مديرية أوقاف الجيزة ، والدكتــور / عبدالناصر نسيم عطيان بالديوان العام ، والشيخ / محمود محمد مندوه إمام وخطيب بأوقاف الجيزة ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .

وفي كلمته أكد د/ السيد مسعد أن التذكير بأيام الله من سنن المرسلين قال تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ” , ومن هذه الأيام ذكرى نصر أكتوبر المجيد , والذي يستوجب منا شكر الله على هذه النعم التي لا حد لها قال تعالى: ” وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ” , ومن هذه النعم حفظ الله لمصر ووصفها بما وصف به جنته وحرمه , فقال الله (عز وجل) في وصف جنته : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ” , وقال في وصف حرمه : ” وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ” , ثم قال في وصف مصر : “اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ “, فيجب علينا أن نحميها وندافع عنها , لأن حفظ الأوطان من صميم مقاصد الأديان , والشهيد الحق هو الذي يدافع عن أَرضه وعرضه ووطنه ، فالدفاع عن الوطن والعرض عند المسلم الحق كالدفاع عن النفس والدين والمال ؛ لأن الدين لا بد له من وطنٍ يحمله ويحميه ، فعن سيدنا سعيد بن زيدٍ (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ أُصِيبَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ أُصِيبَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ أُصِيبَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ” ، ومن ثم اقترن معنى الشهادة بتضحية المرء بنفسه في سبيل الله ، في كل موقف يتطلب فيه الدفاع عن الدين لإعلاء كلمة الله تعالى ، وعن الأرض لصيانتها ورد العدوان عنها ؛ لأن حب الوطن من الإيمان ، فهنيئا لشهداء ملحمة العبور الخالدة ، أولئك الذين ارتوت بدمائهم الزكية أرض مصر الطاهرة ، فارتفعت أرواحهم إلى الله (عز وجل) وفازوا برضوانه ، والنعيم الذي وعدهم الله سبحانه وتعالى به .

وفي كلمته أكد د / عبدالناصر نسيم عطيان أن للشهيد عند ربه ست خصال حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : ” لِلشَّهِيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصال : يُغفرُ لهُ في أولِ دفعةٍ ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها ، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ -وَفِي لَفْظٍ- مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ” ، كما أن الشهيد في سبيل الله يكون مع أول زمرةٍ تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فعن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال : سمعت رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ، فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَرِيِّهَا ، فَيَقُولُ : أَيْنَ عِبَادِيَ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقُتِلُوا فِي سَبِيلِي ، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، فَتَأْتِي الْمَلائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا نَحْنُ نُسَبِّحُ لَكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَنُقَدِّسُ لَكَ ، مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ آثَرْتَهُمْ عَلَيْنَا ؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي ، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ ” سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.

وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود محمد مندوه أن للشهادة في سبيل الله (عز وجل) ثمرات عظيمة منها : ما أخبر الله تعالى به في كتابِه الكريم أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، يقول تعالى : “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” , وقال سبحانه : ” وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ” , ومنها أن مقام الشهادة منحة ربانية وهبة إلهيةٌ من الله تعالى ، يمتن الله (عز وجل) بها على أحب خلقه إليه بعد النبيين والصديقين ، قال تعالى : ” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ” ، وهي منزلة سامية يخص الله بها البعض من عباده المؤمنين قال تعالى : ” وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ” ، وقال تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ “.