تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عقد رِواق الجامع الأزهر أمس الإثنين، الندوة الأسبوعية "شبهات وردود"، والتي ناقشت "الغلو في الدين" وخطورته على المجتمعات، وذلك في إطار سلسلة الندوات والفعاليات التي يحتضنها الرواق، حاضر فيها د. عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، المشرف على الرواق الأزهري، و د. عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، و د. عبد الله عبد الغني سرحان، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، و د. عطا السنباطي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر. في بداية الندوة قال د. عبد المنعم فؤاد، إن الغلو آفة من الآفات الفكرية التي ابتُليت بها البشرية قبل الإسلام، هذه الآفة أهلكت من سبقنا حينما اتبعوها، لأنهم جاوزوا الحد؛ فكان الغلو الذي حذرهم الله منه في كتابه العزيز حين قال {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ}. وأضاف د. فؤاد أن الإسلام جاء ليحارب الغلو والتطرف، فهو دين الوسطية والتسامح، وهذا ما أمرنا الله به في كتابه العزيز، وفي الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حرص الأزهر على السير على هذا المنهج الوسطي، وهذا هو سر بقاء الأزهر لأكثر من ألف عام، وسيظل بإذن الله. من جانبه أكد د. عبد الفتاح العواري، أن الإسلام يرفض الغلو والتشدد في الفكر؛ كما أنه يرفض أيضًا الغلو والتشدد في النصح والإرشاد، مستشهدًا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم، عندما نهى فئة من الصحابة يريدون الغلو في العبادة، فأرشدهم نبينا الكريم بلين وحكمة، واضعًا منهجًا يجب على الدعاة والعلماء أن يحتذوا به في دعوتهم ونصحهم متى رأوا في المجتمع ما يخالف وسطية الإسلام، ولا ينفر الناس من العبادة. وأشار د. عبد الله سرحان إلى أن الفتاوى التي لا تستند إلى دليل ولا ثقات من العلماء ولا أصل لها في الشريعة تعد غلوًّا، يجب ألّا نلقي لمثلها بالًا، ولا نلتفت لها مطلقًا. يأتي عقد هذه الندوة في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر، بمختلِف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمُّس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية.