المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية : الفرق التطوعيّة والملحمة الإنسانيّة

الأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2017 11:44
شكّل شهر الصيام بالنسبة للفرق التطوعيّة الكويتيّة دافعاً كبيراً ومناخاً محفّزاً نحو مزيد من النشاط الخيري والتسويقي للعديد من المشاريع التعليمية والإغاثية والتنموية لمصلحة المحتاجين والمنكوبين في المناطق التي تعاني تداعيات الحروب والنزاعات والكوارث.
 ولا شك أن جهود هذه الفرق حقّقت قفزة مهمّة في مجال العمل الإنساني منذ بدء انضمامها إلى الهيئة الخيرية في شهر يونيو 2015، ومع نجاح هذه التجربة وتقدمها وصل عدد الفرق المنضوية تحت لواء الهيئة إلى 32 فريقاً تطوعياً.
 وتحكم العلاقة بين الطرفين مجموعة من العقود والضوابط والسياسات الإدارية والإعلامية الهادفة إلى تكريس قيم الشفافية والنزاهة والمؤسسية في العمل، حيث تتابع الهيئة التقارير المالية والإدارية والإعلامية والميدانية لهذه الفرق، ويأتي ذلك من منطلق حرص الهيئة على استثمار قدرات أعضاء هذه الفرق التطوعية من ناحية، وتقديم التسهيلات لها من واقع خبرتها المؤسسية والميدانية.
هذه الفرق يديرها ناشطون وشباب من الرجال والنساء معروفون بالحماس والانضباط والإبداع وحب الخير في آن واحد، وقد برزت جهودها مع اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، والمتأمل في أسمائها يلحظ أنها تعكس طبيعة نشاطها ورسالتها، فجميعها أسماء مستقاة ومقتبسة من معان وقيم ومفاهيم وممارسات إنسانية، ولكل فريق قصة دالة وذات مغزى.
 ومن هذه الفرق التي أثبتت جدارتها وقدرتها على بلوغ أهدافها الإنسانية، تراحم التطوعي، التعاون الخيري، كهاتين، دانة التطوعي، التآخي، بنات الديرة، السلام الداخلي، رابطة شباب لأجل القدس، سبل الخير، مجموعة عطاء الإنسانية التطوعية، سدرة الخير التطوعي، إنساني، غطاء الرحمة التطوعي، بيت الخير، الصداقة الكويتي، كسوة خير، بسمة أمل التطوعي، شمعة أمل، عطاء المرأة الكويتي، ليان التطوعي، يمينك تعينك، حفصة النسائي، مرايم الخير التطوعي، نماء، القلوب الرحيمة، ساند، مجموعة خير الكويت، نسائم الخير.
على صعيد جمع التبرعات، لم تدخر هذه الفرق وسعاً طوال العام في بيان حاجة الفقراء والمنكوبين، وحث أهل الخير على البذل والعطاء عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة نوافذ ومنصات الشبكات الاجتماعية، الأمر الذي كان له كبير الأثر في تطوير الأداء الإنساني من ناحية، وتخفيف معاناة المحتاجين وضحايا النزاعات من ناحية أخرى.
 ومع حلول شهر رمضان، تبارت هذه الفرق في الإعلان عن خططها الدعائية ومشاريعها بالأرقام والإحصاءات في ملحمة إنسانية رائعة عملت خلالها على استثمار هذا الشهر الفضيل كموسم للخير ونجحت في الوصول إلى قطاعات واسعة من المتبرعين، وبموازاة تحفيز أهل الخير إلى التبرع دشنت القافلة تلو الأخرى لإنفاذ المشاريع الرمضانية المختلفة في أوساط المستفيدين.
 فهذا فريق تراحم يرفع شعار #رمضان_التراحم، ويتمكن من الوصول إلى ضحايا التهجير العرقي في بورما لتخفيف معاناتهم عبر مشروع "السلال الرمضانية" بالتعاون مع هيئة الـ iHHالتركية، كما استطاع الوصول إلى الحدود السورية التركية بمحافظة أورفا لإنفاذ برنامج الإفطارات الجماعية وتوزيع السلال الرمضانية وكفالات الأيتام على الأسر السورية، وتنظيم إفطارات جماعية لمئات الأيتام والطلبة السوريين وتوزيع بطاقات شرائية مسبوقة الدفع على عشرات الأرامل السوريات، فضلاً عن تنظيم إفطارات في العديد من المساجد، وفي رحلة #عيد_التراحم يسعى الفريق إلى تقديم هدايا العيد للأطفال وإيواء بعض الأسر.
وذاك فريق بسمة أمل التطوعي يوزّع حقائب رمضانية على النازحين في ريف إدلب ويقدّم مساعدات وهدايا، ويقيم حفلاً للأيتام بهدف دعمهم نفسياً، ويوزّع المساعدات الغذائية والنقدية، ويتفقّد المرضى ويدعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وذلك بالتعاون مع جمعية الوفاء للإغاثة والتنمية، كما نشط هذا الفريق في اليمن الذي يشهد منذ سنتين أوضاعاً غير مستقرة، أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، ونزوح أعداد كبيرة من اليمنيين.
 وفي السياق نفسه، وصل فريق دانة التطوعي إلى منطقة هاتاي التركية خلال شهر رمضان لإنفاذ حملته الإغاثية للاجئين السوريين، عبر تشغيل المخابز بتوزيع مئات الأطنان  من الطحين على المخابز السورية، وعشرات الأطنان من التمور، وآلاف وجبات الإفطار في الغوطة الشرقية، بالتعاون مع جمعية عطاء للإغاثة والتنمية، مستهدفاً بمساعداته الفقراء والأسر المتعففة والأيتام والجرحى، ومن شعاراته في جمع التبرعات "زكاتك وصدقاتك تصل للأكثر حاجة"، كما عنيت مجموعة خير الكويت بإنفاذ مشروع إفطار الصائم في الأردن، عبر توزيع مئات الوجبات على اللاجئين السوريين بالتعاون مع جمعية الغراء.
 وفي مجال إغاثة المتضررين من جراء المجاعة في الصومال كان لفريق التآخي حضور بارز بالتعاون مع الهيئة والرحمة العالمية.
 محلياً، اضطلع فريق السلام الداخلي بتوزيع مئات وجبات الإفطار على المحتاجين وخاصة شريحة العمال داخل دولة الكويت والسلال الرمضانية على الأسر المتعففة، وفي هذا الإطار وزّع فريق نسائم الخير مئات الوجبات أيضاً، وكذلك فعل فريق بنات الديرة التطوعي، كما قام فريق يمينك تعينك التطوعي بجولات يومية في مناطق الجهراء والصليبية وجليب الشيوخ لتوزيع الصدقات والزكوات على الأسر المتعففة وشراء أجهزة التكييف وبرادات المياه لبعض الأسر المحتاجة، وفريق يمينك تعينك من الفرق المتخصصة في الزيارات الميدانيّة ولديه بيانات العديد من الأسر المتعففة، وكان للفريق تجربة فريدة في رمضان الماضي مع الناشط المبدع محمد الحصينان أسفرت عن توفير مساعدات شهرية لـ50 أسرة كراتب شهري لكل أسرة.
  هذا غيض من فيض جهود هذه الفرق، وهي على سبيل المثال لا الحصر، فقد قدّم أعضاء هذه الفرق نموذجاً يُحتذى في العمل والعطاء والجد والاجتهاد من أجل إدخال السعادة إلى نفوس المحتاجين ورسم ملامحها على وجوه ضحايا النزاعات والكوارث في بورما وسوريا والصومال، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمناً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه