التقى الأستاذ مصطفى إسماعيل، الأمين العام للجمعية الشرعية، عدد من قيادات الجمعية في كافة القطاعات، للحديث حول استراتيجية الجمعية للوصول إلى التنمية المستدامة في جميع مشروعاتها وخدماتها الاجتماعية والطبية، والتنموية التي تقدمها لغير القادرين من أبناء الوطن.
وافتتح الأمين العام، كلمته بتوجيه الشكر لجميع قيادات الجمعية لتلبية الدعوة، مشيرًا إلى حرصه على حضور جميع القطاعات حتى تتحرك الجمعية وفق رؤية واضحة، وبوصلة أكثر وضوحًا وأكثر أمانًا، وفق هداية الله للمؤسسة في الفترة الحالية إلى أسرة تجمع كل مقدراتها في سبيل تحقيق المطلب الشرعي برعاية الإنسان باستخدام التنمية المستدامة وسيلة للتحقيق.
وقال الأمين العام،: "لأكثر من 100 عام منذ بداية الجمعية، وهناك جهود جبارة، وعرق متصبب، وبداية تميزت بها هذه المؤسسة أن تتحرك للدعوة إلى الله عز وجل والدعوة إلى الله في جملة هي تعريف الناس بالله، وربط الناس بشريعته، وبشكل أدق تحقيق الناس لمقاصد الشريعة ومقاصد القرآن والتوحيد الخالص لله تعالى، ويكون الأثر المقصد الثاني لتزكية النفس، وينبع منهما المقصد الثالث وهو عمارة الأرض، فالبداية كانت التركيز على الدعوة وسنظل، وحققت الجمعية نجاحًا كبيرًا، ثم شاء الله للجناح الآخر بأن يولد، وهو الدعوة التطبيقية للعمل الصالح، وهو العمل الخيري كما يسميه الناس، وسبحان الله الدعوة التطبيقية استكملت ما كانت تحتاجه الدعوة القولية، جناحان كبيران، ولكن كل جناح في مجاله، يتحركان في اتجاهين، وفضل الله علينا أن يسر الله للجمعية رأس بعينين حادتين توجه الجناحين للطيران على بصيرة وهدف بشكل متجدد وبشكل مستمر".
وأردف،: "التنمية المستدامة في الإسلام أعمق كثيرًا من التعريف العادي للناس حول إشباع حاجات الإنسان فقط، ولكن تعريفها عندنا إشباع حاجات الإنسان المشروعة ماديًا وروحيًا لإسعاده والارتقاء بحياته ليسعد في الدنيا والآخرة، وفق قوانين الله سبحانه وتعالى، فرسالة العمران ليس لنا تأثير فيها كبير الآن، وإن شاء الله يكون لنا نصيب منها. ونحن في مرحلة رأس الصقر حاد البصر، المتمثل في القيادة الحكيمة، الذي يصطحب الجناحين الكبيرين في اتجاه الهدف الكبير وهو عمارة الأرض الذي سيأتي بعد التوحيد الخالص لله، وتزكية النفس، وهناك منتج علمي قامت به الجمعية، تحت عنوان "التنمية المستدامة في المنظور الإسلامي"، ليكون منهجًا لنا يرشدنا نحو الطريق والهدف المنشود".
ولفت الأمين العام، إلى أن حاجة الناس إلى الدعوة قد تفوق حاجتهم للطعام والشراب، وهي الأساس لإسعاد الناس، ولا يمكن أن تتحرك الجمعية بالدعوة إلى بطن جائع أو جسد مريض، ولذا لابد أن يكون هناك تكامل بين الدعوة القولية، والدعوة التطبيقية، قائلًا،: "الحمد الله أن يسر للجمعية أسباب وأدوات التنمية المستدامة، بالدعوة ونحتاج في المرحلة الحالية، فضلا عن القوالب المعتادة، الخطب، والدروس، نريد التحرك بهذا المفهوم لتأهيل الإنسان للتنمية إيمانيًا وماديًا، فلو تحرك الإنسان للتنمية المادية على أعلى درجة ورصيده من الإيمان صفر والله ما نمى، ولو تحرك في التنمية الإيمانية حركة الصوفية وصولًا إلى درجة الوصل، وهو رصيده أن يمد يده لغيره، والله ما نمى، ولابد أن يكون التنميتان معًا ماديًا وإيمانيًا، وفق الأولويات ووفق المتاح".
ومضى،: "بفضل الله الجمعية لديها مشروعاتها الطبية العملاقة والمتوسطة والصغيرة، ومشروعاتها الاجتماعية، والتنموية، والمشروعات الدعوية، بدون هذه الأدوات لم نكن نستطيع التحرك للتنمية المستدامة وجميع هذه الأشكال تجتمع للتمكين الاقتصادي وصولًا لأعلى درجات التنمية المستدامة، والاتجاه للمشروعات الصغيرة بالاعتماد على بيت خبرة يعمل في 1.7 مليار جنيه سنويًا ويحقق نجاحات كبيرة، سيكون لدينا مشروعات متكاملة لتسديد الأقساط على مدد بعيدة تذهب تلك الأقساط إلى دعم مشروعات أسر جديدة".
وأشار الأستاذ مصطفى إسماعيل، إلى أن عمل البنية التحتية أساس التنمية المستدامة، وبنسبة 95% من إجمالي التنمية المستدامة، و3% على المجتمع المدني، و2% على عاتق العامة للحفاظ على ما يحقق من التنمية المستدامة، قائلًا،: "نحن مقبلون على مرحلة مهمة، وهي بوصلة الجمعية بجناحيها الدعوة القولية، والدعوة التطبيقية، وهو توجيه لكافة قيادات الجمعية كهدف رئيس، فرعاية الإنسان روحيًا وجسديًا تقويه على عبادة الله ومن ثم عمارة الأرض، خاصةً وأننا نمتلك أحكامًا شرعية حول المحميات الطبيعية، وأدوات تعين على الحركة مع أي مستجدات حياتية، والعقل المتجدد المعاصر، باستخدام فروع ونقاط الجمعية في كافة محافظات الجمهورية تتحرك نحو تحقيق الهدف الرئيس وهو تحقيق التنمية المستدامة لعمارة الأرض، وبفضل الله فإن الدعوة تتحرك في الميدان بشكل موفق، والآن فقط الدعوتان القولية، والتطبيقية، تتعانقان، وشريحة الدعاة وشباب الدعوة في القلب من المنظومة، وهم بمثابة نقل عقول الناس من التلقين والحفظ إلى الوعي، لتزداد الأمة وعيًا بعد وعي، وعلة الأمة اليوم غياب الوعي، فلا تستطيع أن تميز بين عدو أو صديق، أو تتحرك يمنة ويسرى، وإن شاء الله يجمع الله شمل الامة ويجمع قلب قاداتها على تطبيق شريعته".
وشدد الأمين العام، في ختام كلمته على أن التنمية المستدامة لم تعد كتابًا أو قطاعًا من القطاعات، وليست مشروعًا، وإنما هي بوصلة للإنسان تري الإنسان الهداية للطريق الحق، وتحميه من التيه، قائلًا،: "نسأل الله التوفيق والتيسير، لنشيع هذه الثقافة بين الجميع، ومشروعاتنا كما هي ونعمل على تطويرها وتجميلها، لنصل إلى غايتنا، وفق تلك الإستراتيجية الهادفة لتحقيق مراد الله من عباده في عمارة الأرض".