طباعة

مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية يدعو لاستراتيجيات تعليمية تعتمد تعزيز الوعي

الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2020 10:18

اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي "دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم"، الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية (عن بعد)، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، وجامعة الأزهر، وجامعة الإسكندرية، ومعهد الاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز، ومشاركة عدد من الوزراء وكبار الشخصيات العلمية والمنظمات الدولية والمؤسسات التعليمية.
وأوصى المؤتمر بتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم لتصبح قائمة على تنمية الفكر النقدي المنطقي لا على أساس التلقين، وعقد دورات تطوير مهني لشباب هيئتي التدريس ومساعديهم، وورش تدريبية للطلاب للتدرب على التفكير الناقد المعزز للوعي في كل الجامعات والكليات.
وطالب المؤتمرون بإسهام الجامعات في مواجهة كافة أشكال التطرف ونشر الفتن والشائعات، إضافة إلى إصدار ميثاق أخلاقي للجامعات الإسلامية.
ودعا المؤتمرون إلى دعم القيم الإنسانية العليا، وتأكيد حقيقة ثابتة مفادها أن أتباع الأديان والثقافات يحملون قيماً مشتركة لابد من التركيز عليها في منظومة القيم العامة.
كما أوصى المؤتمر بضرورة أن تفتح الجامعات أبوابها بغير قيود في اتجاهين، الأول تلقي الأفكار من نخبة المفكرين في المجتمع للدراسة والتحليل وإعادة الصياغة بما يتناسب ومتطلبات كل مرحلة، والثاني تعزيز الحريات المشروعة داخل مجتمع الأساتذة الجامعيين، والعمل على جودة تعليم طلاب الجامعات المختلفة جغرافية وتاريخ العالم العربي والإسلامي لتعزيز هوياتهم وولاءاتهم الوطنية والاعتزاز بمنظومة عالمهم العربي والإسلامي.
وأوصى المؤتمر أيضا ًبتحويل الجامعات إلى مراكز إنتاج حقيقية، وتشجيع الاستثمار في القيم الإنسانية.
وكان المؤتمر قد افتتح بكلمة لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أشار فيها إلى تميز هذا المؤتمر بحضوره وموضوعه لمناقشة محاور عدة تُعد من المهمات الكبرى المناطة برابطة الجامعات الإسلامية.
وأكد أن مسؤولية هذه الرابطة تجاه الشأن المجتمعي كبيرة، قائلاً: "لن نجد خطاباً أبلغ وأنفذ ولا أكثر استطلاعاً وتحليلاً وحلاً من جهود النخبة العلمائية والأكاديمية التي تشارك معنا في هذا المؤتمر، وهي تدلي برصيدها الراسخ علماً وفكراً وخبرةً".
وأضاف، كثيراً ما يرفع المصلحون الشعارات والنداءات لمعالجة قضايا المجتمع، ولا سيما مخاطبة المؤسسات الأكاديمية، ومن التوفيق والتسديد لجامعات عالمنا الإسلامي أن همتها قد علت، ومصداقيتها قد تأكدت، حيث توافرت عزيمتها على إنشاء رابطةٍ مباركةٍ، تجمع عَمَلَها المنسجم في وحدة رؤيته ورسالته وأهدافها لخيرها وخير مجتمعاتها وخير عالمها؛ فيقظةُ وعي هذه الرابطة أسهمت بفاعلية في إيجاد الحلول لعدد من القضايا.
وأوضح أن محاور هذا المؤتمر هي من هذا النوع الذي لقي منذ وقت تحدياتٍ كثيرةً، بل ولقي تحولات متعددة، حيث لا بد للمجتمع من إسناد، بحجم همة وقدرة هذه الرابطة، بما تمتلكه من كفاءة عالية، وما تستشعره من إحساس بالمسؤولية.
وبين أن مجتمعاتنا الإسلامية أحوج ما تكون إلى تعزيز منظومة القيم لديها؛ لتحفظ هويتها الموحدة، حيث سَمْتُ الإسلام الرفيع على جادة اعتداله "لا وكس ولا شطط "، يقول الحق سبحانه: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"، نعم هي أمة واحدة في رسالتها وقيمها وأهدافها، مهما تنوعت أعراقها وألوانها وألسنتها، ومهما تعددت دولها الوطنية، فوجدانها واحد، والتعدد والتنوع يزيدها قوة وحماسة لتعزيز لُحمتها، ولتُبرز للعالم كله أنها جسد واحد، وأن أعضاءه مهما اختلفت وتنوعت فإنها في السراء والضراء جسد واحد.
وأضاف، كلنا أمل في أن يحفِل البيان الختامي لهذا المؤتمر بتطلع الجميع نحوه، بين يديه دراساته العلمية (المسحية والاستطلاعية)، التي تزداد وتزدان بحواراتها ومداخلاتها المعززة والمسددة، كما أننا نسعد اليوم بتدشين الهوية البصرية لرابطة الجامعات الإسلامية من خلال شعارها الجديد الذي يحمل دلالات عدة تُبرز أصالة الرابطة لإرثها التليد، ومواكبتها لكل جديد.
وذكر معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن رابطة الجامعات الإسلامية تعمل بعون الله تعالى على توسيع مهامها ونشاطاتها حول العالم، مرتكزةً على أصالة هويتها وسلامة منهجها، مُعَوِّلةً على همم كفاءاتها العاملة داخل كيانها النظامي، أو في منظومة الجامعات المشمولة بعضويتها.
وعبر عن سعادته برغبة جامعات كبيرة في الانضمام لعضوية الرابطة، وكذلك رغبة جامعات أخرى صديقة، في الحصول على وصف الأعضاء الداعمين، وقال: تطلعنا يمتد كذلك إلى كفاءة شباب جامعاتنا الإسلامية من بنين وبنات، فلهم في هذه الرابطة مناشط وفعاليات عالمية قادمة بإذن الله تعالى وستكون الرابطة لهم حضناً، كما ستكون مَدْرجاً لانطلاقة طاقاتهم وإسهاماتهم حول العالم، راعيةً مواهبهم وإبداعاتهم مادياً ومعنوياً، مؤكداً أن الرابطة ستُعَمِّقُ من صلاتها كافة مع الجامعات الأعضاء بما يحقق المزيد من دلالة اسمها ووصفها، على جادة رؤيتها ورسالتها وأهدافها.
من جانبه قدم معالي وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، الشكر لرابطة الجامعات الإسلامية على اختيارها لهذا الموضوع المهم، مؤكداً أن الاعتراف بالأزمة أول طرق حلها، مؤكداً أن الأمم التي لا تقوم على الأخلاق والقيم النبيلة تحمل عوامل سقوطها في أصل بنيانها وأساس قيامها، والناس جميعًا بفطرتهم السوية لا يملكون سوى احترام صاحب الخلق الحسن سواء أكان شخصًا أو أمة، مشدداً على أن الجامعات يمكن أن تسهم إسهامًا كبيرًا في تقويم السلوك واستعادة قيمنا وأخلاقنا الجميلة، سواء في مناهجها، أم فيما تنتجه من بحوث أو فيما يشكله أساتذتها من قدوة، داعياً في السياق ذاته إلى إنشاء مدونة سلوك حقيقية وجادة لكل طالب جامعي، بل لكل طالب في كل مرحلة، فكما نقيس مستواه العلمي يكون هناك قياس آخر لسلوكه ومدى حرصه على القيم والأخلاق النبيلة.
بدوره استعرض معالي رئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، إسهامات جامعة الأزهر في مواجهة وباء كورونا، ومشروعات طلابها في القضاء على التلوث البيئي، واستثمارِ مخلفاتٍ من البيئة وتحويلِها إلى مخصباتٍ للتربة، إضافة إلى توفير فرص عمل، والقضاءِ على مشكلة البطالة.
من جانب آخر شدد معالي وزير الأوقاف والمقدسات الدينية الأردني السابق الأستاذ الدكتور عبدالناصر أبو البصل، خلال كلمته على الحاجة إلى مراجعة جادة لكل ما يتعلق بالنظام التعليمي ليلبي احتياجات الأمة ويواكب العصر ويواجه تحدياته، وإعادة النظر في خططنا الاستراتيجية في ضوء المستجدات المعاصرة، خاصة بعد تداعيات هذا الوباء الشديد الخطورة، الذي أظهر حاجتنا إلى إعادة ترتيب أولوياتنا وما يترتب عليه من إعادة صياغة الخطط والمناهج والبرامج والتركيز أكثر على تمتين المجتمعات داخلياً وخارجياً وتفعيل أسس الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية.
ودعا إلى إنشاء قسم خاص ضمن رابطة الجامعات الإسلامية لتقييم الجامعات وتصنيفها من حيث البحث العلمي وجودة البرامج وتقدمها وتطورها، وتكريم الجامعات التي تحصل على المراتب الأولى.