قال فضيلة الإمام الأكبر، رئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: إن المسلم مطالب بأن يكون انتماؤه وولاؤه لوطنه يدافع عنه ويراق دمه من أجله، بل إن القران الكريم في آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ" سَوَّى بين قتل النفس وبين الخروج من الوطن، وكأن الخروج من الوطن موت، والنبي -صلى الله عليه وسلم- عبر عن هذا الولاء لمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مهاجرًا، قال: (والله إني لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْت)، مع أنه مأمور من الله بالهجرة، ومع أنه لم يجد في مكة إلا عذابا وعنتا وشدة وقسوة من أهلها، ومع أن مكة كانت مركزا للشرك وللأصنام.