اختتمت مسابقة ألمانيا الدولية للقرآن الكريم لعام 2024م فعالياتها، التي استغرقت ثلاثة أيام برعاية الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وسط منافسة 140 شابًا وفتاة من 40 دولة أوروبية وغيرها، وحضور لفيف من قيادات المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ومركز وقف النور الإسلامي في مدينة هامبورغ.
تهدف المسابقة إلى تعظيم كتاب الله تعالى في أوساط الأقلية المسلمة في أوروبا، وشحذ همم أبنائها للإقبال عليه حفظًا وتلاوة وإتقانًا، وتربيتهم على القيم والأخلاق القرآنية، والمحافظة على الهوية الإسلامية، وتعزيز دورها في عمارة الأرض وإرساء قيم التسامح والسلام والتعايش.
وقال المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدر سعود الصميط في كلمته المسجلة بحفل الافتتاح إن الهيئة الخيرية تنطلق في رعايتها لهذه المسابقة من رؤية استراتيجية، تستهدف التعريف بالثقافة الإسلامية الوسطية، وتؤمن بأن العمل بالقرآن الكريم، والتمسك بمنهاجه، هو طريق الأمة الإسلامية إلى استعادة مجدها وريادتها؛ وسبيلها إلى النهوض من جديد، وقيادة الركب الإنساني والحضاري.
وأشار إلى جهود الهيئة الخيرية في خدمة القرآن الكريم خلال الخمس سنوات الماضية (2019 - 2023م)، منوهًا إلى اعتمادها مشاريع إنشاء وتجهيز واستكمال 18 مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم في 6 دول، بطاقة استيعابية تصل إلى 10,753 طالبًا وطالبة.
وعلى مستوى كفالات تعليم القرآن الكريم، أوضح الصميط أن الهيئة الخيرية كفلت ما يزيد على 18,000 حافظًا وحافظة، و712 معلمًا للقرآن في 19 دولة، بالتعاون مع 40 جهة شريكة، إلى جانب عديد البرامج التربوية والتدريبية المصاحبة.
وأضاف: كما وزعنا خلال هذه الفترة ما يزيد على 84,000 نسخة من القرآن الكريم في 6 دول، إلى جانب المصحف الإلكتروني بطريقة برايل للمكفوفين، ودعمنا العديد من الأنشطة الوقفية والإعلامية والمكتبية والمسابقات التي تخدم كتاب الله عز وجل.
كما أشار الصميط إلى مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم ودوره المميز في رعاية واحتضان أكثر من 17,500 طالب وطالبة منذ انطلاقته في 2005م، مبينًا أن هذا المشروع الذي يعمل تحت مظلة الهيئة قد تخرّج في مراكزه حتى اليوم 13,598 خاتمًا وخاتمة لكتاب الله تعالى في 25 دولة.
وذكر أن الهيئة الخيرية تعمل على بناء الإنسان وتنمية قدراته تعليميًا وثقافيًا وتنمويًا واجتماعيًا في شتى أنحاء العالم، مؤكدًا في هذا السياق دعمها المتواصل لخدمة كتاب الله عز وجل بالتعاون مع شركائها.
ومن جانبه، قال المشرف العام على المسابقة الشيخ عبدالله السنان إن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بما تتمتع به من دور ريادي في العمل الخيري والإنساني، قد رعت مسابقة ألمانيا الدولية للقرآن الكريم، ضمن جهودها المتواصلة للعناية بكتاب الله حفظًا وتلاوةً وفهمًا.
ولفت السنان إلى أن المسابقة اشتملت على ثلاثة فروع، الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا مع التلاوة والتجويد، والفرع الثاني: حفظ نصف القرآن الكريم مع التلاوة والتجويد، والفرع الثالث: حفظ خمسة أجزاء مع التلاوة والتجويد، مشيرًا إلى لجنة التحكيم ضمت الدكتور عبدالله محمد الهزيم الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية إلى جانب أعضاء من دول اليمن وكينيا والجزائر والمغرب وسلطنة عمان.
وتابع: لقد عقدت المسابقة في رحاب مسجد النور وسط مظاهر احتفالية من قبل أبناء الجالية المسلمة في أوروبا، وأجواء قرآنية رائعة، عكست اقبال النشء على حفظ القرآن الكريم، واهتمام أولياء الأمور بتربية أبنائهم على مائدة هذا الكتاب العظيم، مشيرًا إلى أن المؤسسات الخيرية الكويتية أسهمت في وقت سابق في ترميم هذا المسجد، الذي يعنى بدور مميز في مجالات تحفيظ القرآن الكريم والتوعية الدينية ورعاية المسلمين الجدد.